هل عاد لينتقم أم ليزيد جراح الزمالك

مرتضى منصور
هل عاد لينتقم أم ليزيد جراح الزمالك

محيط - نيللي نبيل

مرتضى منصور رئيس الزمالك الأسبق


ما أشبه الليلة بالبارحة .. كلمات رنانة، وخطابات مبهرة، أسهم في جميع الإتجاهات تشير إلى هذا بالفساد، وتتهم ذاك بالتآمر، أوراق ومستندات متناثرة هنا وهناك، وأساليب قديمة بالية ملتها الجماهير، والوسط الرياضي المصري .. هذا هو ما رآه الجميع في عودة المستشار مرتضى منصور رئيس نادي الزمالك الأسبق، للظهور على الساحة الإعلامية من جديد، بعد الخروج من محبسه، عقب قضاء ما يقرب من تسعة أشهر في السجن عقوبة سبه وقذفه لرئيس مجلس الدولة سيد نوفل.


"عاد لينتقم" .. هو المصطلح الطريف الذي أطلقه الوسط الرياضي على عودة المستشار للساحة من جديد، وذلك بعد أن أصبح ضيفاً دائماً على البيت المصري، وأبى أن يترك أي برنامج حواري دون الظهور به في حلقات مطولة وحوارات مفتوحة يتحدث خلالها عن أزماته ومشكلاته السابقة والحالية وحتى القادمة.


أما إذا أردنا قراءة سريعة في ظهوره خلال الفترة الماضية، فنجد إنه فشل في تقديم "نيو لوك" إعلامي جديد، ولم يختلف الحال عن السابق، فقد أتى بمستنداته وتحدث عن الفاسدين ووزع الإتهامات على كل المسؤولين داخل الزمالك وخارجه، وتكلم عن الظلم الذي تعرض له، مستخدماً نفس أساليبه القديمة التي اعتادت عليها الجماهير، وباتت لا تولد لديهم نفس الشعور بالدهشة والمفاجأة الذي كانت تولده لديهم في السابق، وذلك باستثناء بعض الألفاظ الجديدة والعجيبة كـ "الكادليز" و"البامبرز".


الواقع أن الرجل لم يقدم جديداً بالنسبة لأسلحته لخوض ما أسماه بـ "أم المعارك" لإستعادة كرسي الرئاسة في النادي الأبيض، ويبدو إنه قرر أن يخسر قبل أن يبدأ، وذلك لاسباب خاصة به، وأخرى تتعلق بالزمالك وجماهيره.


فالمستشار بدا غير قادراً هذه المرة على قراءة الواقع الجديد، فاستخدم نفس الأسلوب الذي أعتمده في 2004، عندما ترشح لنيل رئاسة الزمالك أمام الدكتور كمال درويش الذي مكث على رأس البيت الأبيض حوالي تسع سنوات.


لقد تناسى الرجل أن الأوضاع في النادي الأبيض باتت مختلفة تماماً الآن، إذ كانت جماهير الزمالك في 2004 تعيش حالة متواصلة من السعادة، وتفخر بكم هائل من البطولات تحقق في فترة قصيرة، على الرغم من علمها بوجود أخطاء إدارية هائلة موازية لتلك النجاحات، وفي الوقت ذاته عدم وجود دعم إعلامي كافي يعطي للنادي ما يستحقه بعد إنجازاته الكبيرة.

وكان ظهور المستشار على الساحة وقتها بمثابة الإنقاذ لتلك الجماهير التي أرادت أن يدافع أحداً عن حقوقها، ويستقل بناديها، ويرفض الرضوخ لأي جهة مهما كانت قوتها .. كانت تريد "المرتضى المنصور" .. كانت تريد "الدرع والسيف".


أما في 2008، فالوضع مختلف، والجماهير باتت مكسورة ومحبطة، تلهث خلف إنجاز وترجو بطولة واحدة، ترغب في الاستقرار، وتخشى قدوم الإنتخابات التي قد تأتي بوجوه لم تعد مقبولة.




لقد أخطأ المستشار هذه المرة، وذلك بعدما خرج من محبسه ليربك الإدارة الحالية برئاسة ممدوح عباس، ويحول النادي من حالة الاستقرار الإداري التي يعيشها إلى ساحات الإعلام وصفحات الجرائد من جديد .. لقد أخطأ لأنه وضع نفسه في كفة واستقرار الزمالك في الكفة الأخرى .. أخطأ لأنه عجز عن ادراك أن الجماهير التي أيدته في السابق فعلت ذلك من أجل الزمالك، أما الآن وبعد أن وضع نفسه في زمرة من حاربهم في الماضي واتهمهم بزعزة استقرار النادي، فهي ترفضه وأيضاً من أجل الزمالك.


عفواً سيادة المستشار، لم تعد رئيس جمهورية الزمالك كما كان يحلو لك أن تطلق على نفسك .. لم تعد الجماهيرالبيضاء تقبل أساليبك، ولم تعد تنبهر بشخصك وأفعالك أو أحاديثك.


وعلى الرغم من العلاقة المتوترة بين جماهير الزمالك والمستشار حالياً، إلا ان ذلك قد لا يعد أمراً حاسماً في الإنتخابات القادمة - في حال أقيمت - وذلك أن سكان النادي الأبيض الذين يدفعون اشتراكات سنوية تمنحهم الحق في التصويت والإنتخاب والإختيار، قد تمنحه إنتصاراً كبيراً في "أم معاركه" وقد لا تفعل أيضاً، ولكنه في نظر الجماهير العادية يظل خاسراً حتى وإن فاز.