عادت للتمثيل بحجابها بعد 12 عاما من الاعتزال
سهير رمزي: نادمة على أدواري "غير اللائقة" لأنني كنت وقتها صغيرة
سهير رمزي مع بعض اعضاء أسرة "حبيب الروح"
القاهرة - سلامة عبد الحميد
أكدت الفنانة المصرية سهير رمزي أنها تشعر بالندم على قيامها ببطولة أعمال فنية كثيرة في شبابها قدمت فيها أدوارا غير لائقة، وظهرت بمظهر لا يتناسب مع قناعاتها الدينية الحالية وأنه لو عاد بها الزمن إلى الوراء لما أقدمت على المشاركة في تلك الأعمال على الإطلاق مهما كانت المغريات.
وقالت رمزي إن سبب تقديمها لتلك الأفلام السينمائية السيئة أنها كانت صغيرة وبهرتها الأضواء والشهرة و"مكنتش واخدة بالي إنها أفلام وحشة"، موضحة أنها الآن لا تحب تلك النوعية من الأفلام خاصة نوعية فيلم (المذنبون) مثلا و"مش عاوزه أعرفها وماليش دعوة بيها" لأنها تذكرني بفترة من حياتي أحاول نسيانها طيلة السنوات التي التزمت فيها وتوقفت عن التمثيل بينما هناك عدد قليل من الأفلام الجيدة.
وعادت الفنانة المحجبة مؤخرا للتمثيل بعد 12 عاما من التوقف، واحتفلت مساء السبت وسط عدد كبير من الصحفيين والمصورين والقنوات التليفزيونية ببدء تصوير مسلسلها الجديد (حبيب الروح) الذي كتب له السيناريو والحوار سلامه حمودة ويخرجه تيسير عبود ويشاركها بطولته مصطفى فهمي وعدد من النجوم.
وتغيب الأبطال جميعا عن الاحتفال الذي اقتصر على النجمة العائدة وعدد من الوجوه الشابة بشكل جعل الجميع يؤكد أنه متعمد حتى تتركز الأضواء عليها وحدها دون غيرها من النجوم باعتبارها غائبة عن الظهور الإعلامي لسنوات طويلة.
وتدور الأحداث في اطار اجتماعي حول الطبيبة المحجبة روح الفؤاد رئيسة قسم النساء والولادة باحدى المستشفيات المصرية والتي تفشل في زواجها الأول، وتتزوج من رجل أخر ولكنها تكتشف محاولة إحدى السيدات خطف زوجها إضافة إلى مشكلاتها في العمل حيث ينافسها زميل لها على منصب مدير المستشفى.
الاعتزال أهم فترات حياتي
وبدا على سهير رمزي التأثر الشديد عند ردها على سؤال حول فترة الاعتزال التي اعتبرتها أهم سنوات حياتها قائلة إنها تشعر أن الله أكرمها بهذه الفترة وأن احساسها يؤكد لها دائما أنها أهم شيئ مر بها في حياتها كلها لأنها استطاعت خلال تلك الفترة مراجعة كل ما فعلته خلال عملها بالتمثيل ومدى موافقته لتعاليم الدين والقيم والأخلاق.
وقالت إنها عندما قررت الاعتزال لم تكن تعلم من أمور الدين إلا القليل جدا وأنها بعد ذلك عكفت على القراءة والتفكر حتى تفهم ما يجب عليها فعله، وأنها استفادت كثيرا من تلك القراءات التي أمدتها بوعي كافي لم يكن لديها.
وأضافت أن رعاية أمها كان أحد أهم أسباب قرار الاعتزال الذي أقدمت عليه في أوج مجدها واعتذرت بسببه عن تعاقدات كانت قد أبرمتها، في حين قرأت بعدها أن البعض ربط بين اعتزالها وبين انحسار الأضواء عنها وعن جيلها بسبب ظهور جيل من الممثلات الجدد من بينهم ليلى علوي والهام شاهين.
وأشارت رمزي إلى أن اعتزالها لم يكن مسايرة لموضة أو تقليدا لأحد لأنها عندما أعلنت اعتزالها لم يكن الوسط الفني يعرف ظاهرة الاعتزال التي انتشرت بعد ذلك على نطاق واسع ولم يكن قد سبقها إلى إعلان الاعتزال إلا النجمتان نورا والراحلة مديحة كامل.
موقف الزوج ورأي الأصدقاء
وحول موقف زوجها رجل الأعمال علاء الشربيني من عودتها للتمثيل قالت إنه كان متفهما للوضع رغم أنه لم يتقبله بسهولة خاصة وأنه تزوجها عقب اعتزالها، وكان من بين أساسيات الزواج كونها محجبة ومتفرغة للمنزل، لكنه يدعمها ويساندها ويصر على مرافقتها للبلاتوه حسب قولها بشكل يهون عليها فكرة الوقوف أمام الكاميرات مجددا خاصة أنها المرة الأولى التي تدخل فيها تصوير عمل فني بدون وجود أمها إلى جوارها.
وأوضحت أنها اختارت للدور الذي تقوم به في المسلسل ملابس تظهر السيدة المحجبة بشكل عملي ويؤكد أن الحجاب ليس مجرد مظهر، وإنما التزام كامل بمعنى أن السيدة المحجبة لا يمكن أن تلتزم خارج المنزل أو في العمل بينما تظهر بدون الحجاب أو بغطاء رأس غير شرعي في بيتها وأمام أولادها.
وعن أصدقائها في الوسط الفني قالت إنها كانت ومازالت بدون أصدقاء من الفنانين، وإن كانت مقربة من الجميع وأن صديقتها الوحيدة قبل الاعتزال كانت الكاتبة كوثر العسال التي كانت تستشيرها في اختيار أعمالها وتأخذ برأيها إلى جانب والدتها التي كانت مستشارتها الأولى.
أضافت أنها عندما اتخذت قرار العودة للتمثيل تحدثت مع الفنانة سهير البابلي التي كانت قد سبقتها في العودة للأضواء بعد سنوات من الاعتزال، وكان حديثهما عن الوسط الفني وهل تغير بمرور الزمن، مشيرة إلى أن البابلي طمأنتها، وأكدت لها أن الوسط الفني الحالي جيد وأن أسلوب التعامل لا يختلف عما كان عليه قبل اعتزالها.
أجرها ثلاثة ملايين جنيه
وقال المنتج شريف عبد العظيم في تصريحات خاصة للعربية نت إن سهير رمزي تحصل على أجر قيمته ثلاثة ملايين جنيه من ميزانية العمل المقدرة مبدئيا بعشرة ملايين باعتبارها نجمة لها تاريخ كبير، ويعتمد تسويق المسلسل على اسمها ونجوميتها بشكل أساسي.
أضاف أنه بدء الاتصال بها فور علمه بنيتها العودة للتمثيل وأنه عرض عليها أكثر من ثلاثين فكرة لأعمال تليفزيونية قبل أن تستقر على فكرة مسلسل (حبيب الروح) التي كتبها بنفسه وتم اسناد كتابتها للسيناريست سلامه حمودة وإخراجها لتيسير عبود وكانت تتابع مراحل الكتابة حتى انتهاء السيناريو تماما.
قال إن المسلسل تم الاتفاق بالفعل على عرضه خلال شهر رمضان المقبل على شاشة التليفزيون المصري وقناة الرأي الكويتية، بينما مازال يدرس عشرات العروض المقدمة إليه من محطات عربية تطلب الحصول على حق العرض خلال شهر رمضان أيضا.
وردا على سؤال حول ظاهرة عودة المعتزلات قال المنتج إن سهير رمزي أعلنت عن نيتها للعودة قبل عدة سنوات ووقتها لم تكن النجمات المعتزلات قد عدن أو أعلنت إحداهن عن عودتها بما يجعلها بعيدة عن المشاركة في ظاهرة قائمة في الوقت الحالي.
وأشار إلى أنها كانت قد قبلت بطولة مسلسل تاريخي بعنوان (سيدة البربر) قبل هذا المسلسل لكنها تراجعت عنه بسبب الجزء الأول منه الذي تظهر خلاله ملحدة بما لم يتفق مع مبادئها والتزامها الديني، حيث رأت أن الدور لا يمكن أن يقتنع المشاهد به بسبب معرفته مسبقا بأنها محجبة.
الحجاب والمجتمع
واعتبر السيناريست سلامه حمودة المسلسل متناسبا بشكل كبير مع المجتمعات العربية والمجتمع المصري الذي يؤكد الواقع أن أكثر من 80 بالمائة من نسائه يرتدين الحجاب مما يجعله قريبا من الواقع اليومي للأسرة بخلاف عشرات المسلسلات المقدمة سنويا والتي يصر أبطالها على الظهور بدون الحجاب رغم مخالفة ذلك للمجتمع الذي يعيشون فيه.
وقال إن كون بطلة المسلسل محجبة يفرض على النص شكلا محددا ينبغي لكاتب السيناريو أن يلتزم به حتى يحاكي الحقيقة ويحقق للبطلة المعادلة الصعة المتمثلة في العودة للوقوف أمام الكاميرات كممثلة لها اسمها وتاريخها وتقديم شخصية لائقة لا تتعارض مع التزامها الأخلاقي الذي تصر عليه ويضعه الجمهور نصب عينيه.
مشوارها الفني
تعد سهير رمزي واسمها الحقيقي سهير محمد عبد السلام نوح أحد أشهر نجمات السينما المصرية في السبعينيات والثمانينات وقدمت عشرات الأعمال الفنية التي شاركت فيها نجوم تلك السنوات مثل فريد شوقي وعادل إمام ومحمود عبد العزيز وكمال الشناوي ومحمود ياسين وفاروق الفيشاوي وحسين فهمي وغيرهم.
ويعد المسلسل الذي بدأت تصويره هو الثاني في مشوارها الفني بعد المسلسل التليفزيوني الشهير (زينب والعرش) الذي شاركها بطولته النجمان محمود مرسي وكمال الشناوي، لكن رصيدها السينمائي كبير يضم أفلاما شهيرة مثل (البنات عايزه ايه) و(الملاعين) و(المذنبون) و(ثرثرة فوق النيل) و(رجل فقد عقله) و(الغضب) وآخر أفلامها (شفاه غليظة) أمام فاروق الفيشاوي واخراج أحمد يحيى .
وأعلنت فجأة نهاية عام 1992 اعتزالها وارتدائها للحجاب وسط حالة من عدم الاقتناع من جانب الجماهير والنقاد، حتى أن البعض أرجع قرارها إلى بدء انحسار الأضواء عنها بسبب اتجاه منتجي السينما للاستعانة بالنجمات الشابات في ذلك الوقت ليلى علوي وهالة صدقي والهام شاهين، في حين أشار المقربون منها إلى دور الراحل الشيخ محمد متولي الشعراوي في قرار الاعتزال.